Oct 3, 2007

:: تغيير جـو ::

و لا يزل النكد مستمراً

كانت الفجوة بيننا تتسع ، لم يعد ما بداخلي مثل ما كان ،لا أنكر جوانب روعة هذا الرجل ، لكنني اجد الخناق ما زاليضيق أكثر فأكثر ، أصبح كلاً منا يبتعد عن الآخر ، و ما يغيظني أنه لا يشكو من ذلك ، هل لا يدري بما يحدث بيننا !!

هل هو حقاً يحدث بيننا ؟ أم ان ما يحدث هو بداخلي أنا فقط ، أوقات انظر أليه فأظن بأن فمي ستنبثق منه صرخةً مدوية، تسأله عن ما يدور بداخلي من غضب .. هل له نفس الصدى بداخله ؟

لكننى كنت أصمت فى اللحظات الأخيرة ، فلقد وصلت لمنحنى خطر بحياتي لا أستطيع معه الأنسحاب الآن ، و هو لعهد قريب كان من بين خياراتي المتاحة بسهولة ، و لكن الأمور تبدلت ليتراجع خيار الأنسحاب من ضمن قائمة خياراتي ، شحذت ذهني أفكر فى حلٍ يهدأ من ثورة بركان غضبي المستعر بداخلي .. ذهبت لغرفتي أحاول ان أجمع شتاتي ، أفكر و أفكر ، و بالنهاية أرتديت قناعي الضاحك ، و خرجت من غرفتي أدندن بنغمات مرحة كثيراً ما أحببناها سوياً فى لحظات الصفاء التي جمعت بيننا ، أحتتضنته بحنان ، و سألته أذا ما كان يحب ان نطلع سوياً نتنزه كما تعودنا فى هدأة الليل ، و نتطلع لميلاد صباح جديد علينا ، نظر لي بسعادة و أذعن لأقتراحي ، طلعنا سوياً و قناعي الضاحك أرتديه بأحترافٍ عالي ، جلسنا على الشاطىء ، و كلاً منا يحمل كوب قهوته ، نستمع لنغماتٍ هادئة ، نراقب أسماكً صغيرة تتألق بين جنبات المياه ، تكلمنا عن أيامٍ مضحكة جمعتنا ، تندرنا بمواقف حدثت لعديد من اصدقائنا ، كلمني عن طموحات عملهِ ، طلب مني المشورة فى العديد من أعماله كما تعودنا ، تسامرنا حتى لحظات الصباح الأولى ، شعرت أن قناعي الضاحك يسقط ، و تحل سعادة ملأ قلبى بديلاً عنه ، ضحكت لحظتها من كِبر سعادتي ، و رأيت الطيور فى السماء عالياً ، شعرت بأن قلبي يحلق معها ، و أن روحي تسعد مثلها و تهفو للأنطلاق معها فى سماء صافية ، ظل يضحك معي و هو يراني أضحك و أهيم تغزلاً فى جمال السماء و روعة طيورها ، نظر الي كثيراً و هو يبتسم

فسألته : " ما يضحكك هكذا ؟ "

قال : " أنتِ .. سعادتك كما طفلة صغيرة .. و هذا ما أتعجب عليه ! .. أنا لا آراكي هكذا .. رغم حرصي على ان أذهب معكِ لأرقى الأماكن حتى أًسعدك .. و مع ذلك تحبطينني عندما آراكي الآن منطلقة كما عرفتك بأول مرة .. رغم أننا لم نفعل الشىء الكثير "

و بدأنا نهم بالرحيل .. جمعنا أغراضنا و سبقنى للسيارة بعدة خطوات .. فلحقت به أخبره :

" لقد كانت ليلة من أروع ما قضيت بعمري .. سأظل أتذكرها .. لم أشعر بهذه السعادة منذ زمان طويل .. أحياناً أنسى روعة أشراق الصباح "

وجدته صامت يرتب أغراضنا و يهم فى الشروع بالأنطلاق للمنزل

سألته و انا أضحك : " ألم تشعر بتلك الروعة "

قال : " مممممم تغيير جو .. لكنك لم تجاوبيني على سؤالي .. ما سر هذه السعادة الكبيرة رغم بساطة نزهتنا ؟ "

صمت لحظات .. و أجبته : " صعب أن أفسرها لك .. قد يكون مثل ما قلت ( تغيير جو) "

4 comments:

Anonymous said...

معبرة ولا ادري هل هى الحكمة ام تغييب عقل لتجاهل مشاعر الأخر
ام هى الحاجة الى قناع ضاحك أخر .. طيب وعلى مين ح يضحكوا

•√أريـ السمر ـج√• said...

اعتقد حكمة المحاولة للرمق الأخير .. حتى لا نعض على اصابعنا ندماً عند الوصول لمفترق الطريق

كلاكيت تانى وتانى said...

لحظة تلك التى تفصلنا عن السعادة قد تأتى فجأة وقد لا تأتى
أنا احيانا اشعر بتلك اللحظة واتمنى وقتها لو يشعر بى الطرف الأخر فيشعر بسعادتى التى تكاد تقفز من بين ضلوعى دون معرفة السبب الذى قد يكون بسيطا جدا
ولكن ان جل مايؤذى ان ينشغل الطرف الأخر بأشياء تافهة دون ان يتعب نفسة لرؤية لمعة عيوننا او تلك السعادة التى تحتاج لطرفين ليزداد استمتاعنا بها
لحظة غريبة ولكن واقعية جداااااااا

•√أريـ السمر ـج√• said...

كلاكيت تانى وتانى
سلمتى على تعليقك عزيزتى .. نعم السعادة تحتاج طرفين حتى تزداد متعتنا بها بالمشاركة

تحياتى لك